تشتهر مدينة شاندلر بولاية أريزونا الأمريكية بتقاليدها الفريدة في الاحتفال بعيد الميلاد، وأبرزها شجرة عيد الميلاد العملاقة المصنوعة بالكامل من نباتات “التامبل ويد” أو “الحشائش المتدحرجة”. يجذب هذا المشهد الغريب والجميل الآلاف من الزوار كل عام، ويعد جزءًا لا يتجزأ من روح العطلات في المدينة. وتعتبر هذه الشجرة من أبرز مظاهر شجرة التامبل ويد في الولايات المتحدة.
تقليد يعود إلى عقود: قصة شجرة التامبل ويد في شاندلر
بدأ هذا التقليد في عام 1957 عندما فكر مجلس تنسيق مجتمع شاندلر في طرق جديدة لتزيين وسط المدينة خلال موسم الأعياد. اقترح أحد السكان، إيرل بارنوم، فكرة بناء شجرة مجتمعية باستخدام أغصان الصنوبر، كما كان متبعًا في مسقط رأسه في إلخارت، إنديانا. ولكن نظرًا لندرة أشجار الصنوبر في أريزونا، تم استبدالها بنباتات التامبل ويد المتوفرة بكثرة.
جمع وتشكيل الشجرة
تبدأ عملية بناء الشجرة قبل أسابيع من عيد الميلاد. وفقًا لهيرميليندا ياماس، وهي جزء من الفريق الذي يقوم ببناء وصيانة الشجرة، يبدأ قسم الحدائق في نوفمبر في البحث عن نباتات تامبل ويد جديدة. يتم جمع ما بين 1500 و 2000 نبات، وهي نباتات حية انفصلت عن جذورها وجفت بفعل الشمس والرياح.
بعد ذلك، يتم تخصيص أربعة أسابيع لتركيب نباتات التامبل ويد حول هيكل سلكي يبلغ ارتفاعه 35 قدمًا وعرضه 20 قدمًا. يتطلب هذا العمل جهدًا بدنيًا كبيرًا، حيث يقوم العمال بسحب ودفع وتقليب النباتات لتناسب الشكل المطلوب.
اللمسات النهائية: الطلاء واللمعان والإضاءة
بمجرد تثبيت نباتات التامبل ويد في مكانها، يتم تغطيتها بـ 25 جالونًا من الطلاء بألوان زاهية. ثم يتم رشها بـ 65 رطلاً من اللمعان لإضفاء مظهر مبهر. بالإضافة إلى ذلك، يتم رش الشجرة بـ 20 جالونًا من مادة مثبطة للحريق لضمان السلامة.
أخيرًا، يتم تزيين الشجرة بـ 1200 مصباح ملون، مما يجعلها مشهدًا ساحرًا في الليل. وتعتبر الإضاءة جزءًا أساسيًا من جاذبية شجرة التامبل ويد.
أهمية الشجرة للمجتمع المحلي
تعتبر شجرة التامبل ويد أكثر من مجرد زينة عيد الميلاد؛ فهي رمز لوحدة المجتمع المحلي. يحرص أصحاب الأعمال في المدينة على مراقبة الشجرة والتأكد من عدم تعرضها لأي ضرر. كما أنهم يشعرون بالفخر بها ويعتبرونها جزءًا من هويتهم.
يصاحب إضاءة الشجرة، التي تقام في أول سبت من شهر ديسمبر، احتفال كبير يضم عروضًا موسيقية حية وأكشاكًا لبيع الطعام والشراب وموكبًا احتفاليًا. يمكن للأطفال أيضًا التقاط الصور مع سانتا كلوز مجانًا. ويقدر عدد الحضور بـ 15000 شخص.
تساهم هذه الاحتفالات في تعزيز السياحة في شاندلر، حيث يأتي الزوار من ولايات أخرى وحتى دول أخرى لمشاهدة الشجرة. ويعتبر هذا التقليد فرصة لتعريف العالم بثقافة أريزونا الفريدة.
تأثير التامبل ويد على البيئة المحلية
على الرغم من أن استخدام التامبل ويد قد يبدو غير تقليدي، إلا أنه يعتبر خيارًا صديقًا للبيئة. فبدلاً من قطع الأشجار، يتم استخدام نباتات طبيعية متوفرة بكثرة في المنطقة. ومع ذلك، يجب مراعاة أن التامبل ويد يمكن أن يكون له تأثير سلبي على البيئة إذا انتشر بشكل مفرط، حيث يمكن أن يتسبب في إعاقة نمو النباتات الأخرى وزيادة خطر الحرائق. لذلك، يجب إدارة استخدام التامبل ويد بعناية.
تعتبر أريزونا معروفة بمناظرها الطبيعية الصحراوية الفريدة، ويعد التامبل ويد جزءًا من هذا المشهد. ويظهر استخدام هذا النبات في زينة عيد الميلاد تقديرًا للموارد الطبيعية المحلية.
مستقبل تقليد شجرة التامبل ويد
من المتوقع أن يستمر تقليد شجرة التامبل ويد في شاندلر لسنوات قادمة. ومع ذلك، قد تواجه المدينة بعض التحديات في المستقبل، مثل التغيرات المناخية التي قد تؤثر على توافر نباتات التامبل ويد. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المدينة الاستمرار في تطوير إجراءات السلامة لضمان عدم تعرض الشجرة أو الزوار لأي خطر. سيراقب المسؤولون عن الشجرة عن كثب أي تغييرات في البيئة المحلية وتأثيرها على هذا التقليد المميز. كما أنهم يدرسون طرقًا لزيادة الاستدامة وتقليل أي آثار سلبية محتملة لاستخدام نبات التامبل ويد.
تعتبر شجرة التامبل ويد في شاندلر مثالًا رائعًا على كيفية احتضان المجتمعات المحلية لتقاليدها الفريدة والعمل على الحفاظ عليها للأجيال القادمة. ويعد هذا التقليد شهادة على الإبداع والروح المجتمعية التي تميز مدينة شاندلر.










