أثار مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع على تطبيق تيك توك جدلاً واسعاً حول سلوكات الركاب في الطيران، حيث ظهر رجل يقوم بتحضير مشروب القهوة الإسبريسو على متن الطائرة. وقد حصد الفيديو ما يقرب من مليوني مشاهدة، مما أثار نقاشًا حول مدى تقبل مثل هذه الأنشطة في الأجواء، خاصةً مع وجود قيود تتعلق بالنظافة والراحة للركاب الآخرين.
يظهر في الفيديو رجل، يُعرف نفسه بأنه محب للقهوة وبارستا، وهو يطحن حبوب الإسبريسو باستخدام طاحونة يدوية صغيرة على متن الطائرة. ثم يقوم بتحضير القهوة باستخدام جهاز خاص، يبدو أنه متصل بتطبيق على هاتفه، ويختتم العملية بسكب الإسبريسو في كوب للاستمتاع به.
القهوة في الطائرة: متعة شخصية أم إزعاج للآخرين؟
أثار الفيديو ردود فعل متباينة على منصات التواصل الاجتماعي. أعرب البعض عن إعجابهم بابتكار الرجل ورغبته في الاستمتاع بقهوة ذات جودة عالية أثناء السفر. في المقابل، انتقد آخرون هذا السلوك، واعتبروه غير مراعٍ للركاب الآخرين، خاصةً مع احتمال انتشار الروائح القوية أو بقايا القهوة.
تزايدت في السنوات الأخيرة القصص والشكاوى المتعلقة بتجربة القهوة على متن الطائرات. ويشير العديد من رواد الطيران إلى أن جودة القهوة المقدمة عادة ما تكون منخفضة، وأن المياه المستخدمة في تحضيرها قد لا تكون نظيفة بالقدر الكافي.
مخاوف نظرافيّة حول مياه الطائرات
وفقًا لبعض العاملين في مجال الطيران، فإن خزانات المياه المستخدمة في الطائرات لا تخضع لتنظيف دوري صارم. وقد كشف طيار سابق يعمل حاليًا كموظف في قسم السلامة الجوية، عن أن إجراءات تنظيف آلات القهوة قد تكون غير كافية، مما قد يؤدي إلى تلوث المياه المستخدمة.
بالإضافة إلى ذلك، سلط الضوء على أن عملية التخلص من بقايا القهوة قد تتم بطريقة غير صحية، حيث يتم سكبها في المراحيض، مما يزيد من احتمالية انتقال الجراثيم.
هذه التصريحات أثارت قلقًا واسعًا بين المسافرين، ودفعت البعض إلى التشكيك في نظافة مياه الشرب المستخدمة على متن الطائرات بشكل عام.
في ذات السياق، صرحت مضيفة طيران في مقطع فيديو على تيك توك بأنها تشعر بالدهشة عندما يطلب الركاب القهوة على متن الطائرة. وتساءلت عما إذا كان هؤلاء الركاب يستمتعون حقًا بطعم القهوة المقدمة، أم أنهم يطلبونها لمجرد الحصول على جرعة من الكافيين. وكشفت عن أن كثيرًا من الناس قد يفضلون تناول الماء أو المشروبات الغازية على القهوة في الطائرة.
يهتم كثير من المسافرين بجودة المشروبات والوجبات المقدمة على متن الطائرة، خاصةً مع تزايد مدة الرحلات الجوية. وقد دفعت شركات الطيران إلى الاستثمار في تحسين خيارات الطعام والشراب المتاحة للركاب.
ومع ذلك، لا يزال هناك مجال للتحسين، خاصةً فيما يتعلق بجودة المياه المستخدمة في تحضير المشروبات الساخنة. وتشير بعض التقارير إلى أن شركات الطيران يمكن أن تعتمد على تقنيات جديدة لتنقية المياه وإزالة أي شوائب أو ملوثات.
باتخاذ تلك الخطوات، يمكنها ضمان حصول الركاب على تجربة سفر أكثر أمانًا وراحةً، بالإضافة إلى الاستمتاع بمشروبات ووجبات ذات جودة عالية.
من المرجح أن تثير هذه الحادثة نقاشًا متجددًا حول قواعد السلوك المقبولة على متن الطائرات، ومدى تدخل شركات الطيران في الأنشطة الشخصية التي يقوم بها الركاب. ويتوقع أن تقوم شركات الطيران بمراجعة سياساتها المتعلقة باستخدام الأجهزة الكهربائية الصغيرة على متن الطائرات، والتأكد من أنها لا تشكل أي خطر على سلامة الركاب.
في المستقبل القريب، سيراقب خبراء الطيران رد فعل شركات الطيران على هذه القضية، وما إذا كانت ستصدر أي توجيهات جديدة للركاب. كما سيتعين عليهم تقييم المخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام الأجهزة الإلكترونية الصغيرة في الأجواء، والعمل على تطوير حلول تضمن سلامة وراحة جميع المسافرين.










