تواجه العديد من النساء انخفاضًا في الرغبة الجنسية مع التقدم في العمر، خاصةً خلال فترة انقطاع الطمث. ومع ذلك، فإن علاجًا بالـ **التستوستيرون** يكتسب شعبية متزايدة كحل محتمل، على الرغم من أنه غير معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للاستخدام لدى النساء. تتحدث النساء عن استعادة حيويتهن ورغباتهن الجنسية، وحتى تحسين علاقاتهن الزوجية، من خلال هذا العلاج الهرموني.
تعتبر شانون غونزاليس، البالغة من العمر 48 عامًا، واحدة من هؤلاء النساء. بعد خضوعها لعملية استئصال الرحم والمبيضين بسبب طفرة جينية BRCA2 لتقليل خطر الإصابة بالسرطان، وجدت نفسها تعاني من أعراض شديدة لانقطاع الطمث، بما في ذلك تساقط الشعر وانخفاض الرغبة الجنسية. تقول غونزاليس إنها شعرت بأنها شخص آخر، وأن حياتها الزوجية كانت على المحك.
الاضطراب الهرموني وتأثيره على الحياة الجنسية
تؤكد الدراسات أن انقطاع الطمث يمكن أن يؤدي إلى تغييرات هرمونية كبيرة تؤثر على الصحة الجنسية للمرأة. يؤدي انخفاض مستويات هرمون الاستروجين و **التستوستيرون** إلى جفاف المهبل، وانخفاض الرغبة الجنسية، وصعوبة الوصول إلى النشوة الجنسية. وفقًا للمعالجة النفسية كيمبرلي سولو، فإن العديد من النساء يعتقدن خطأً أن هذه التغييرات هي جزء طبيعي من الشيخوخة، مما يؤدي إلى عدم التواصل مع الشريك وتدهور العلاقة.
توضح سولو أن عدم معالجة هذه المشكلات يمكن أن يؤدي إلى زيادة حالات الطلاق. تشير الإحصائيات إلى أن معدلات الطلاق ترتفع خلال فترة انقطاع الطمث، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التحديات التي تواجهها العلاقات بسبب التغيرات في العلاقة الحميمة.
تحديات العلاج
على الرغم من الفوائد المحتملة، فإن علاج **التستوستيرون** للنساء ليس خيارًا سهلاً. لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أي منتجات تستوستيرون مخصصة للنساء، مما يضطر العديد من الأطباء إلى التردد في وصفه بسبب المخاوف بشأن الآثار الجانبية المحتملة ونقص البيانات طويلة الأجل.
غالبًا ما تضطر النساء اللواتي يبحثن عن هذا العلاج إلى اللجوء إلى تركيبات مخصصة أو علاجات غير مصممة خصيصًا لاحتياجاتهن الفسيولوجية. يؤكد خبراء الصحة أن هذا النهج قد يزيد من خطر الآثار الجانبية غير المرغوب فيها.
التحول نحو علاجات مخصصة
بدأت بعض الشركات الناشئة في مجال الرعاية الصحية الرقمية في تقديم حلول مخصصة لعلاج نقص **التستوستيرون** لدى النساء. تعتمد هذه الشركات على تقييم شامل وتحاليل مخبرية لتحديد الجرعة المناسبة من هرمون التستوستيرون لكل مريضة.
تعتبر شركة Midi Health من بين هذه الشركات، حيث تقدم كريمًا موضعيًا يحتوي على جرعات دقيقة من التستوستيرون للنساء. تغطي هذه الخدمة الآن 12 ولاية أمريكية، مع خطط للتوسع على مستوى البلاد مع تطور اللوائح. تؤكد جوانا ستروبر، الرئيس التنفيذي للشركة، على أهمية إزالة الغموض عن التستوستيرون وتوفير رعاية شاملة للنساء اللواتي يعانين من أعراض انقطاع الطمث.
تصف سولو تجربتها مع Midi Health بأنها إيجابية للغاية، حيث لاحظت تحسنًا ملحوظًا في طاقتها ورغبتها الجنسية بعد بضعة أسابيع من بدء العلاج. تقول إنها تشعر الآن بالثقة والقدرة على الاستمتاع بحياتها الجنسية مرة أخرى.
أما غونزاليس، فقد وجدت الراحة في حقن التستوستيرون، بالإضافة إلى العلاج الهرموني البديل والإضافات الأخرى. تصف تأثير العلاج بأنه “تحول في حياتها”، حيث استعادت حيويتها وثقتها بنفسها، وتحسنت علاقتها بزوجها بشكل كبير.
الآثار الجانبية المحتملة
على الرغم من الفوائد المحتملة، يجب على النساء اللواتي يفكرن في علاج التستوستيرون أن يكونوا على دراية بالآثار الجانبية المحتملة. تشمل هذه الآثار حب الشباب، وتساقط الشعر، ونمو الشعر غير المرغوب فيه في الوجه والجسم، وتعمق الصوت، وتغيرات في المزاج. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن هذه الآثار الجانبية نادرة عند استخدام التستوستيرون بجرعات منخفضة.
من المهم استشارة الطبيب ومناقشة المخاطر والفوائد المحتملة قبل البدء في أي علاج هرموني.
المستقبل والرقابة التنظيمية
مع تزايد الطلب على علاجات انقطاع الطمث، من المتوقع أن تشهد الأبحاث في هذا المجال تطورات كبيرة. تجري حاليًا دراسات لتقييم فعالية وسلامة تركيبات التستوستيرون المختلفة للنساء.
من المرجح أن تؤدي هذه الدراسات إلى تطوير علاجات أكثر أمانًا وفعالية، وربما إلى موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على منتجات تستوستيرون مخصصة للنساء في المستقبل القريب. يجب مراقبة التطورات التنظيمية عن كثب، حيث ستحدد الوصول إلى هذه العلاجات المحتملة.










