أعلنت شركة الخطوط الجوية الأمريكية عن خطوة تهدف إلى تسهيل رحلة المسافرين الذين لديهم رحلات توصيل، وذلك من خلال نظام جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين قدرتها على تأخير الإقلاع مؤقتًا لبعض الرحلات، مما يتيح للمسافرين القادمين من رحلات متأخرة اللحاق برحلاتهم المتصلة. يهدف هذا الإجراء إلى تقليل الضغط على المسافرين وتحسين تجربتهم بشكل عام، خاصةً مع تزايد الشكاوى حول ضيق الوقت المخصص لـرحلات التوصيل.
تحسين تجربة المسافرين عبر تقنية الذكاء الاصطناعي لـ رحلات التوصيل
بدأت الخطوط الجوية الأمريكية في تطبيق هذا النظام الجديد، الذي يسمى “Connect Assist”، والذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي (Gen AI) بالتعاون مع موظفيها على الأرض. يحدد النظام الرحلات المغادرة التي لديها مسافرون قد يفوتون رحلاتهم المتصلة، ثم يقيّم ما إذا كان يمكن تأخير الرحلة دون التأثير على الجدول الزمني العام للشركة. ووفقًا لمتحدثة باسم الخطوط الجوية الأمريكية، لويزا باريينتوس فلوريس، فإن النظام يأخذ في الاعتبار خوارزمية معقدة تتضمن العشرات من المتغيرات لضمان عدم وجود تأثير سلبي على الرحلات الأخرى أو مسارات العملاء.
سيحصل المسافرون على رسالة نصية تلقائية من الشركة عند تأخير رحلتهم، مع إعلامهم بالمدة التي ستنتظرها الرحلة المتصلة في البوابة. عادةً ما تبدأ الرحلات الجوية المحلية في الصعود إلى الطائرة قبل 40 دقيقة من الإقلاع، ولكن الخطوط الجوية الأمريكية قد حددت بعض رحلات التوصيل بوقت قصير يصل إلى 25 دقيقة، مما قد يكون صعبًا للغاية، خاصةً عندما تكون البوابات بعيدة عن بعضها البعض.
توسيع نطاق التطبيق ليشمل المزيد من المطارات
في المتوسط، سيتم تأخير الرحلات لمدة 10 دقائق، حسبما أفادت فلوريس. بدأت الخطوط الجوية الأمريكية في اختبار هذه الميزة في الربيع في مطار دالاس/فورت وورث الدولي (DFW) ومطار شارلوت دوغلاس الدولي (CLT). وقد أضافت الشركة الآن خمسة مطارات أخرى إلى قائمة التطبيق، وهي مطار شيكاغو أوهير الدولي (ORD)، ومطار فينيكس سكاي هاربور الدولي (PHX)، ومطار ميامي الدولي (MIA)، ومطار فيلادلفيا الدولي (PHL)، ومطار لوس أنجلوس الدولي (LAX).
تخطط الخطوط الجوية الأمريكية لتوسيع نطاق التطبيق ليشمل المزيد من المطارات في المستقبل. يأتي هذا الإعلان في أعقاب مناقشات واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي حول ضيق مواعيد رحلات التوصيل، حيث تبادل المسافرون قصصهم عن التجارب المجهدة. وقد شارك أحد المسافرين مؤخرًا تجربته على منتدى r/americanairlines على موقع Reddit، حيث تلقى إشعارًا بتأخير رحلته المتصلة للمرة الأولى بعد تأخير رحلته الأولى لمدة 50 دقيقة.
أعرب العديد من الأشخاص عن ارتياحهم لهذه الخطوة، حيث علق أحدهم قائلاً: “هذا رائع حقًا. رسالة نصية بسيطة كهذه يمكن أن تخفف الكثير من التوتر عن المسافرين الذين قد يفوتون رحلاتهم المتصلة بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم.”
تعتبر هذه الخطوة جزءًا من اتجاه أوسع في صناعة الطيران نحو استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة العملاء. فقد بدأت شركة يونايتد إيرلاينز في استخدام أداة “Connection Saver” منذ عام 2019، وأضافت مؤخرًا ميزات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى تطبيقها لإعلام المسافرين في بعض المراكز الرئيسية.
في الوقت نفسه، أعلنت الخطوط الجوية الأمريكية مؤخرًا عن إلغاء برنامجها الذي يمنح المسافرين أميالًا إضافية ومزايا أخرى عند شراء تذكرة اقتصادية أساسية. هذا التغيير أثار بعض الجدل، لكن الشركة تبرر ذلك بأنها تركز على تقديم قيمة أفضل لجميع عملائها من خلال تحسين الخدمات الأساسية، مثل تسهيل رحلات السفر والطيران.
من المتوقع أن تستمر الخطوط الجوية الأمريكية في مراقبة أداء نظام “Connect Assist” وتقييم تأثيره على العمليات و رضا العملاء. قد يشمل التوسع المستقبلي إضافة المزيد من المطارات، وتحسين الخوارزمية المستخدمة لتحديد الرحلات التي يمكن تأخيرها، وتقديم معلومات أكثر تفصيلاً للمسافرين حول خياراتهم. يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه التقنية وكيف ستساهم في تحسين تجربة المسافرين بشكل عام.










