نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشدة تقارير روسية عن محاولة كييف استهداف مقر إقامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منطقة نوفغورود شمال روسيا، واصفًا الادعاء بأنه “تلفيق كامل”. يأتي هذا الرفض بعد تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو تنوي الرد على ما وصفه بمحاولة اعتداء. وتعتبر هذه التطورات جزءًا من التصعيد المستمر في الحرب الروسية الأوكرانية، وتثير تساؤلات حول مسار المفاوضات المحتملة.
أفادت وكالة رويترز أن لافروف اتهم أوكرانيا بمحاولة ضرب منزل بوتين في نوفغورود، مؤكدًا أن روسيا سترد على هذا العمل. ورد زيلينسكي على هذه الاتهامات عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، معتبرًا إياها محاولة لتبرير هجمات إضافية على أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة كييف، ولرفض موسكو اتخاذ خطوات ضرورية لإنهاء الحرب. الوضع الحالي يتطلب متابعة دقيقة لتجنب المزيد من التصعيد.
اتهامات متبادلة وتصعيد محتمل في الصراع
تأتي هذه الاتهامات المتبادلة في وقت حرج، حيث تشهد الحرب في أوكرانيا جمودًا نسبيًا على الجبهات، مع استمرار القصف المتبادل. وفقًا لزيلينسكي، فإن هذه الادعاءات الروسية هي “أكاذيب روسية نموذجية” تهدف إلى تضليل الرأي العام وتبرير تصعيد عسكري. كما أشار إلى أن روسيا سبق وأن استهدفت كييف، بما في ذلك مبنى مجلس الوزراء.
ردود الفعل الدولية
لم يصدر حتى الآن رد فعل رسمي من معظم الدول الغربية على هذه الاتهامات. ومع ذلك، من المتوقع أن تثير هذه التطورات قلقًا إضافيًا بشأن مسار الصراع واحتمالات توسيعه. تعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من أبرز الداعمين لأوكرانيا، وقد يدعوان إلى تحقيق مستقل في هذه الادعاءات.
خلفية الصراع وتصريحات سابقة
بدأت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، بعد أشهر من التوتر وتراكم القوات الروسية على الحدود الأوكرانية. تعتبر روسيا أن تدخلها في أوكرانيا يهدف إلى “حماية” السكان الناطقين بالروسية و”نزع سلاح” أوكرانيا ومنعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). في المقابل، تعتبر أوكرانيا والغرب أن هذا التدخل هو انتهاك صارخ للقانون الدولي واعتداء على سيادة أوكرانيا.
وقد شهدت الأشهر الأخيرة محاولات دبلوماسية متعددة للتوصل إلى حل سلمي للصراع، لكنها باءت بالفشل حتى الآن. تصر أوكرانيا على استعادة جميع أراضيها المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، بينما ترفض روسيا التخلي عن هذه الأراضي. هذا الخلاف الجوهري يعيق أي تقدم نحو حل سياسي.
في سياق متصل، أكد زيلينسكي أن أوكرانيا لا تتخذ خطوات يمكن أن تقوض الدبلوماسية، بل على العكس، فإن روسيا هي التي تتخذ هذه الخطوات دائمًا. وأضاف أن هذا يمثل أحد الاختلافات الرئيسية بين البلدين. هذا التأكيد يهدف إلى طمأنة المجتمع الدولي بأن أوكرانيا لا تزال ملتزمة بالحل السلمي، على الرغم من استمرار الهجمات الروسية.
الوضع في كييف: تأتي هذه الاتهامات بعد فترة من الهدوء النسبي في العاصمة الأوكرانية، لكن هناك مخاوف متزايدة من أن روسيا قد تشن هجمات جديدة على كييف في محاولة لتقويض الروح المعنوية للشعب الأوكراني. وقد أعلنت السلطات الأوكرانية عن تعزيز الدفاعات الجوية حول كييف تحسبًا لأي هجمات محتملة.
التحليل العسكري: يرى بعض المحللين العسكريين أن محاولة استهداف مقر إقامة بوتين، إذا صحت، قد تكون بمثابة رسالة تحذيرية من أوكرانيا إلى روسيا. بينما يرى آخرون أنها قد تكون مجرد محاولة لزيادة الضغط على روسيا وإجبارها على التنازل عن بعض مطالبها. الضربات الروسية: تعتبر الضربات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية، بما في ذلك محطات الطاقة وشبكات المياه، من أبرز التكتيكات التي تستخدمها روسيا في الحرب. الدعم الغربي: يستمر الدعم الغربي لأوكرانيا في التدفق، بما في ذلك المساعدات المالية والعسكرية والإنسانية.
من المتوقع أن تستمر التوترات بين روسيا وأوكرانيا في التصاعد في الأيام والأسابيع القادمة. من غير الواضح ما إذا كانت روسيا سترد بالفعل على ما وصفته بمحاولة الاعتداء على بوتين، أو ما إذا كانت ستستخدم هذه الاتهامات كذريعة لشن هجمات جديدة على أوكرانيا. ما يجب مراقبته هو رد فعل روسيا الفعلي، وأي تحركات دبلوماسية جديدة من قبل الأطراف المعنية، وتطورات الوضع على الجبهات.










