من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مار-آ-لاغو يوم الاثنين، ومن المتوقع أن تركز المحادثات على التوترات المتجددة مع إيران واحتمالية التقدم في خطة السلام في غزة. وتأتي هذه القمة في وقت حرج يشهد تصاعدًا في المخاوف بشأن البرنامج الصاروخي الإيراني وتأثيره على الاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى الوضع الإنساني والأمني المعقد في قطاع غزة.
مباحثات ترامب ونتنياهو: غزة وإيران في صميم الأجندة
من المتوقع أن يناقش الزعيمان بشكل مفصل التهديدات التي تشكلها إيران وحلفاؤها في المنطقة، بما في ذلك حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة. ويبحث نتنياهو عن تأكيد الدعم الأمريكي لجهود إسرائيل في مواجهة هذه التهديدات، وربما الحصول على موافقة ضمنية على خطوات إضافية قد تتخذها إسرائيل لحماية أمنها القومي. كما سيقدم نتنياهو تقييمًا إسرائيليًا للوضع في غزة، مع التركيز على ضرورة تفكيك حماس بالكامل.
الوضع في غزة وتفكيك حماس
تأتي زيارة نتنياهو بعد أشهر من القتال المكثف في غزة، والذي أدى إلى دمار واسع النطاق وخسائر فادحة في الأرواح. وتركز المناقشات الآن على المرحلة التالية من خطة السلام، والتي تشمل إعادة الإعمار وتأمين قطاع غزة. لكن إسرائيل تشدد على أنه لا يمكن أن يكون هناك أي تقدم في هذه المجالات ما لم يتم تفكيك حماس بشكل كامل ومنعها من إعادة التسلح.
وصرحت وزيرة المستوطنات والمهام الوطنية الإسرائيلية، أوريت ستروك، بأهمية إكمال نزع سلاح غزة بالكامل قبل المضي قدمًا في مراحل أخرى من الخطة. وأشارت إلى خطاب الرئيس ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي في أكتوبر، حيث أكد على دوره في بناء الدعم الدولي لنزع سلاح غزة وتأمين قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى تفكيك كامل للأسلحة والأنفاق والبنية التحتية للإرهاب. “لن تنسحب قوات الدفاع الإسرائيلية ولو مترًا واحدًا، ولن يتم إنشاء أي إطار لإعادة التأهيل حتى يكتمل نزع السلاح الكامل”، كما قالت.
التهديد الإيراني المحتمل
بالتزامن مع ذلك، أعربت إسرائيل عن قلقها العميق بشأن البرنامج الصاروخي الإيراني، وحذرت من أن مناورات الحرس الثوري الإيراني الصاروخية الأخيرة قد تكون تمهيدًا لهجوم محتمل. وقد نقل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، هذه المخاوف إلى الجنرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية، خلال اجتماعات حديثة في تل أبيب.
وفي مقابلة مع وسائل الإعلام الإيرانية، صرح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بأن بلاده تخوض “حربًا شاملة” مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا، مدعيًا أنهم يسعون إلى إسقاط البلاد.
في المقابل، تشير تقديرات الاستخبارات الأمريكية، وفقًا لتقرير نشره موقع Axios، إلى أنه لا يوجد تهديد وشيك، بينما تؤكد مصادر الدفاع الإسرائيلية أن القوات تظل في حالة تأهب قصوى. ويعتقد الدكتور مير جافيدانفار، المحاضر في جامعة ريخمان، أن خطة نتنياهو قد تتضمن ضربات تستهدف البرنامج الصاروخي الإيراني، بهدف تقويض شرعية المرشد الأعلى لإيران وخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي في البلاد، خاصة في ظل التدهور الاقتصادي الذي تشهده إيران.
من جهته، صرح زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، بأنه يجب على إسرائيل التنسيق مع الرئيس ترامب بشأن جميع الجبهات الرئيسية، لكن الأولوية القصوى يجب أن تكون إدارة المرحلة الثانية في غزة. وأضاف أن إسرائيل بحاجة إلى تحقيق نزع سلاح حماس وإزالة التهديد من غزة، وهو ما يتطلب تنفيذ خطة الرئيس ترامب.
من المتوقع أيضًا أن يلتقي نتنياهو بوزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، قبل اجتماعه مع الرئيس ترامب. ويشير المحللون إلى أن الرئيس ترامب قد مارس ضغوطًا على نتنياهو منذ تنفيذ خطة السلام، مشيرين إلى أن الرئيس الأمريكي ليس لديه صبر على الجداول الزمنية الشرق أوسطية، والتي يعتبرها أطول بكثير من تلك الموجودة في الولايات المتحدة وفي قطاع العقارات.
في الختام، من المتوقع أن يكشف الرئيس ترامب قريبًا عن المرحلة الثانية من إطار عمله لغزة، على الرغم من فشل حماس في إعادة رفات الرقيب أول في شرطة إسرائيل، ران جفيلي، الذي قُتل خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، والذي احتجزت حماس جثته في غزة. يبقى الوضع في غزة وإيران معقدًا وغير مؤكد، وسيتطلب الأمر متابعة دقيقة لتطورات الأحداث وتقييم تأثير هذه المحادثات على الاستقرار الإقليمي.










