أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تحذيراً شديد اللهجة لإيران، مؤكداً أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد دمرتا برنامجها النووي بالفعل. وهدد ترامب بأن طهران ستواجه إجراءات عسكرية جديدة إذا حاولت إعادة بنائه، وذلك في ظل تقارير جديدة تتهم النظام الإيراني بالسعي لتطوير رؤوس حربية كيميائية وبيولوجية لصواريخه الباليستية. هذا التصعيد يأتي في وقت بالغ الأهمية بالنسبة لأمن المنطقة واستقرارها، ويضع البرنامج النووي الإيراني في قلب التوترات الجيوسياسية.
تصريحات ترامب ونتنياهو حول البرنامج النووي الإيراني
أدلى ترامب بهذه التصريحات خلال اجتماع في مار-آ-لاغو مع نتنياهو، مشيراً إلى أن إيران “ستكون أكثر ذكاءً” إذا سعت إلى إبرام اتفاق. وأضاف أن الولايات المتحدة وإسرائيل “قد فازتا بحرب كبيرة معاً”، وأن هزيمة إيران ضرورية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالعمل العسكري الإسرائيلي المحتمل ضد إيران، أكد ترامب أنه سيدعم مثل هذه الخطوة إذا استمرت طهران في تطوير برنامجها الصاروخي أو النووي. هذا الدعم العلني يعكس التزام الإدارة الأمريكية السابق والحالي بدعم أمن إسرائيل.
الوضع الاقتصادي في إيران
الاجتماع بين ترامب ونتنياهو يأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد الإيراني من أزمة حادة، حيث انخفض سعر صرف العملة الإيرانية إلى مستويات قياسية. وقد شهدت طهران إضرابات من قبل التجار بسبب التضخم المتزايد وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
أشار ترامب إلى أن الوضع الاقتصادي المتدهور في إيران يمثل ضغطاً داخلياً على النظام، ولكنه استبعد فكرة دعم الإطاحة بالنظام، معتبراً أن هذا الأمر يتجاوز نطاق التدخل الخارجي.
تقارير حول تطوير أسلحة غير تقليدية
تزامنت هذه التصريحات مع تقرير نشرته قناة إيران إنترناشيونال، يفيد بأن الحرس الثوري الإيراني يسرع وتيرة العمل على تطوير حمولات غير تقليدية للصواريخ، بما في ذلك الخيارات الكيميائية والبيولوجية. واستند التقرير إلى مصادر عسكرية وأمنية لم يتم الكشف عن هويتها.
تنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة كيميائية أو بيولوجية، وتؤكد أن برنامجها الصاروخي هو برنامج دفاعي بحت. ومع ذلك، يرى محللون أن هذه التطورات تتناسب مع نمط أوسع من السلوك الإيراني.
صرح بينهام بن طالبلو، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بأن قدرة الصواريخ الباليستية الإيرانية على حمل حمولات غير تقليدية ليست جديدة. وأضاف أن استخدام إيران لرؤوس حربية عنقودية ضد إسرائيل خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً يمكن اعتباره “بروفة” لهجوم كيميائي محتمل.
كما أشار إلى أن تاريخ إيران في هذا المجال يثير القلق، لا سيما استخدامها للعوامل الكيميائية خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، ونقلها لهذه الأسلحة إلى ليبيا. الأسلحة الكيميائية تشكل تهديداً إقليمياً ودولياً.
تداعيات محتملة وتوقعات مستقبلية
كرر ترامب تهديداته لإيران في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع نتنياهو، محذراً من أن الولايات المتحدة ستتحرك بسرعة إذا حاولت طهران إعادة بناء ترسانتها. وأشار إلى تقارير تفيد بأن إيران تعمل على تطوير أسلحة في مواقع مختلفة عن تلك التي “دمرتها” الولايات المتحدة سابقاً.
في حين أن هذه المعلومات لم يتم تأكيدها بشكل قاطع، فقد حذر ترامب من أن العواقب ستكون “قوية جداً”، وربما “أقوى من المرة الماضية”. الردع الاستراتيجي يعتبر عنصراً أساسياً في التعامل مع التهديدات الإيرانية.
يقول المحللون إن تصريحات ترامب تمثل تحولاً كبيراً في الموقف الأمريكي تجاه القدرات الصاروخية الإيرانية. ويعتبر بن طالبلو أن ترامب قد فعل ما لم يتعهد به أي رئيس سابق، وهو التعامل المباشر والعسكري مع البرنامج الصاروخي الإيراني دعماً لإسرائيل.
من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في ممارسة الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على إيران، مع الحفاظ على خيار التدخل العسكري في حال استمرار طهران في تطوير برنامجها النووي أو الصاروخي. التفاوض مع إيران يبقى خياراً مطروحاً، لكنه يتطلب تنازلات من كلا الجانبين. المجتمع الدولي يراقب عن كثب التطورات في المنطقة، ويستعد لاحتمالات تصعيد التوترات.










